إن تعليم الأطفال الصلاة والوضوء له العديد من الأساليب، نذكرها فيما يأتي: تعليم الأطفال الصلاة عن طريق القدوة الحسنة؛ فيبدأ الوالدان بتعليم أولادهم بشكلٍ غير مباشر، عن طريق مشاهدتهما وهما يقومان بالوضوء والصلاة، فعندما يشاهد الطفل والداه يصلّيان لله -تعالى- متوجّهان له وحده بعيداً عن الدّنيا، يتأثّر بهما ويقوم بفعل ما يفعلانه.[٣١] وأسلوب القدوة يعدّ من أكثر أساليب التعليم تأثيراً على الأطفال، فالأطفال يتعلّمون الأمور العمليّة الّتي يشاهدونها ويحاكونها أسرع من الأمور التي يتلقّونها بالسّماع دون المشاهدة، ويَرون أنَّ كلّ ما يفعله الكبار صحيحاً، فيقومون بتقليد ما يشاهدونه من أفعالهم، فلا بد من الحرص على فعل الأمور الصالحة أمامهم.[٣٢][٣٣] كما أنَّ القدوة لها أثرٌ واضحٌ في بناءِ شخصيّة الطفل وتأثيرها على تربيته الخُلقية والعقليّة، وهي مهمة جداً في تكوين عادات وسلوكات الطفل، فقد بعث الله -تعالى- سيّدنا محمد -صلّى الله عليه وسلّم- ليكون قدوة للمسلمين في أقوالِه وأفعالِه.[٣٤][٣٥] تعليم الأطفال الصلاة والوضوء بالتّدريب والممارسة العمليّة؛ فيقوم الوالدان أو المُربّي بالوضوء والصّلاة أمام الطفل، فيقلّد الطفل ويفعل مثل فعل الكبار، فقد كان النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- يُعلّم أصحابه الوضوء، فيتوضأ أمامهم ويُصلّي أمامهم، لأنَّ التّدريب والممارسة العمليّة لها أثرٌ واضح في التّعليم، فعن عثمان بن عفان -رضيَ الله عنه- أنّّه قال: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ كما توضأت)،[٣٦] وهذا هو التعليم بالمتابعة والعمل والممارسة والاقتداء العملي.[٣٧] تعليم الأطفال الوضوء والصلاة عن طريق التّشجيع والتّرغيب، فلا يوبّخ الأب ابنه بسبب التّقصير في الصّلاة بشكلٍ مباشر، وإنَّما بالتّلميح والإشارة منتقداً التّصرف الذي قام به دون التّعرض للطفلِ نفسه، فلا يقول له بأنَّه فاشل أو ما شابه من الكلماتِ المؤذية التي تؤثر على شخصيّة الطفل، بل يقوم بتشجيعه وتحفيزه على الاستمرار في أداءِ العبادات.[٣٨] فإن لم يستجب الطفل للصّلاة وكان قد بلغ سنّ العاشرة، فيلجأ المُربي للضّرب الذي يكون وسيلة علاج، وله شروط محدّدة منها: ألَّا يكون ذلك الضّرب شديداً، وألّا يكون الضّرب على الوجه، ولا يزيد عن ثلاث ضربات، ولا يُكرّر الضّرب في موضع واحد.[٣٨] تعليم الأطفال الوضوء والصلاة عن طريق تحببيهم بهما، وعدم استخدام الشدّة، فالأطفال حين البدء بتعليمهم الصلاة سيرتكبون عدّة أخطاء، فيجب على الأهل أو المُرّبي ألّا يتشدّد في تصيُّد أخطاء الطفل، فيُنفّره من الصّلاة ويجعلها عبء ومسؤولية عليه، وبالتالي يقوم بتركها لأنَّه لا يريد أن يُوبَّخ من والديه أو من المُرّبي، لذا ينبغي الحرص على تحفيزه على الاستمرار والمحاولة.[٣٩] تعليم الطفل الوضوء والصلاة عن طريق المكافأة والترغيب، فعلى المربي أن يقوم بمكافأة الطفل حين أداء الوضوء والصلاة؛ لتشجيعه على الاستمرار، وأيضاً يخبره عن الجزاء الأُخروي، وذلك لربط العبادة بالله -تعالى- وحده، وعدم ربطها بالهدية الدُّنيويّة.[٤٠] تعليم الأطفال الوضوء والصلاة عن طريق تحبيب وترغيب الطفل بالمسجدِ وصلاة الجماعة؛ فعلى الأب أو المُرّبي اصطحاب الطفل للمسجدِ، وتعليمه آداب المسجد حتى يتعلّق قلبه بالمساجد،[٤١] وتكمن أهميّة المسجد في بناء القيم الفكرية والارتقاء بفكر الطفل، وترسيخ عبادة الله -تعالى- وحده في نفسه، وضبط أفعاله وأقواله، كما تُقوّي من قدرة الطفل على التفاعل مع المجتمع وتنمية قدراته النفسيّة والاجتماعيّة.[٤٢] تعليم الأطفال الوضوء والصلاة عن طريق ربط الأمور المحبّبة إلى الأطفال بمواعيد الصّلاة، فمثلاً يُخبر الوالد الطفل أنَّهم سيذهبون في نُزهةٍ بعد صلاة الظّهر، وأنَّهم سيأكلون بعد صلاة العصر، فترتبط الصّلاة بعقل الطفل بالأمور المحبّبة لديه، فيقوم بأدائها بحبٍّ ورغبة، وينعكس ذلك أيضاً على تنظيم حياته كلّها على أوقات الصلوات.[٤٣] تعليم الأطفال الوضوء والصلاة عن طريق تذكيرهم بفضل الصّلاة، فيجب على المُرّبي تذكير الطفل بمنزلةِ وفضل الصّلاة الواردة في القرآن الكريم والسنّة النبويّة، حتّى تصبح لديه صورة كاملة عن مكانة وأهمية الصّلاة العظيمة في الإسلام، فيقوم بأدائها وأداء النوافل أيضاً.[٤٤] تعليم الأطفال الوضوء والصلاة بالرِّفق واللّين والحِلم والأناة، فيجب على المُرّبي أن يأمر أطفاله بالوضوء والصلاة بأسلوب هيّن، ليّن، ويَصبر على تعليمهم، فهذه من الصفات الّتي يحبها الله -تعالى- ورسوله الكريم، فعن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيءٍ إلَّا شانَهُ).[٤٥][٤٦]